الحصبة (التدشيشة شعبياً)



الحصبة 
(التدشيشة شعبياً) 

الحصبة من أمراض الطفولة الشائعة والمعروفة في العالم، تصيب عادة الاطفال الصغار في عمر المدارس وتتميز بطفح جلدي وردي اللون، ولكنها يمكن ان تصيب أيضاً الكبار. هي من الأمراض الشائعة والأكثر انتشاراً في العالم، ولها مضاعفات كثيرة يمكن ان تؤدي الى الموت في حالات نادرة.
سببها فيروس من عائلة PARAMYXOVIRA  يكثر في فصل الشتاء والربيع في المناطق المعتدلة الحرارة. في حال كانت الأم مصابة أو لديها المناعة لهذا المرض، فهي تستطيع ان تحي الطفل حتى عمر ستة أشهر.


طريقة انتقال العدوى وظهور العوارض
تنتقل العدوى بواسطة اللعاب. ومن ميزات هذا الفيروس أنه يبقى حياً في الجو والأماكن الملوثة فترة ساعتين، لذا هو سريع العدوى. تبدأ العدوى أربعة أيام قبل ظهور الطفح وتستمر أربعة أيام بعد ظهوره. فترة حضانته عشرة أيام. أما عوارض المرض فهي: تعب - إرهاق - رفض الطعام - حرارة مرتفعة- سعال حاد- إسهال - وجع في البطن - بكاء عند الأطفال- والطبيب يستطيع تمييزه عن الأمراض الأخرى بواسطة Signe De koplik وهو عبارة عن حبيبات مثل السكر توجد في الفم. يبدأ الطفح وراء الأذنين ومن ثم الرأس والرقبة والجسد وأخيراً الأطراف. فترة النقاهة تمتد حتى عشرة أيام.

اشتراكات المرض المتوقعة:
من الاشتراكات الممكنة: التهاب رئة- سحايا- إلتهابات في الدماغ- التهابات الأذن الوسطى.

تكثر الحصبة في البلدان الفقيرة والدول النامية، وخاصة في دول الحروب والزلازل والكوارث الطبيعية حيث تنقص الوقاية الصحية والمناعة السليمة من قبل الدولة كما ويظهر هذا المرض بكثرة كل 4-5 سنوات.

هموم الحصبة في الوطن وعند جمعية الأطباء :
في لبنان عام 2006 شاهدنا انتشاراً لحالات الحصبة بكثرة وبعد اجراء الدراسة تبين ان السبب يعود الى ان 80% من الأطفال والكبار الذين اصيبو بالحصبة لم يكونوا ملقحين.
والعشرين بالمئة الاخرين كانو قد اخذو لقاح الحصبة في السنة الأولى من العمر ولم يعاودوا التلقيح من جديد. 23% من الحالات اضطرت الى دخول المستشفى بسبب التهاب الرئة. وعدد كبير من الأطفال راجع الأطباء بسبب التهابات في الأذن.
 عام 2008 قمنا بحملة الحصبة حيث يجب تلقيح كل الأطفال حتى عمر 14 سنة، بغض النظر عن الجرعات السابقة.

الحصبة على مستوى المؤسسات العالمية:
في أيار 2005 اعتمدت جلسة جمعية الصحة العالمية الثامنة والخمسون الرؤية والإستراتيجية العالميتين للتمنيع المشتركتين بين منظمة الصحة العالمية واليونيسيف. وتدعو الرؤية والاستراتيجية البلدان إلى تخفيض وفيات الحصبة العالمية بنسبة 90% بحلول 2010، مقارنة بالتقديرات المسجلة في عام 2000. كما حدد إعلان الأمم المتحدة للألفية هدفاً يتعلق ببقاء الأطفال على قيد الحياة: تخفيض معدل وفيات الأطفال دون سن الخامسة بمقدار الثلثين بحلول عام 2015، مقارنة بالمستويات المسجلة في عام 1990. وتستخدم التغطية التطعيمية باللقاح الروتيني المضاد للحصبة كمؤشر لذلك الهدف.


الاستراتيجية الشاملة المشتركة بين منظمة الصحة العالمية واليونيسيف لتخفيض معدل وفيات الحصبة بشكل مستدام:
وضعت منظمة الصحة العالمية واليونيسيف استراتيجية شاملة لتخفيض وفيات الحصبة بشكل مستدام حظيت بتأييد منظمة الصحة العالمية في عام 2003 وتتمثل العناصر الأربعة لتلك الاستراتيجية فيما يلي:
1- التمنيع الروتيني الشمولي: يتم إعطاء الجرعة الأولى من اللقاح المضاد للحصبة للأطفال عند بلوغهم تسعة أشهر أو بعد ذلك بفترة قصيرة في إطار خدمات التمنيع الروتيني.
2- إتاحة فرصة ثانية لجميع الأطفال المتراوحة أعمارهم بين تسعة أشهر و15 عاماً للاستفادة من التمنيع ضدد الحصبة: يمكن هذا الإجراء من ضمان المناعة ضدد الحصبة للأطفال الذين لم يتلقوا جرعة سابعة من اللقاح المضاد للمرض.
وكذلك للأطفال الذين تم تطعيمهم ولم يطوروا مناعة ضد المرض عق التطعيم (حوالي 15% من الاطفال الذين يطعمون عند بلوغهم تسعة أشهر من العمر). وتمكن الفرصة الثانية من توقي ارتفاع عدد الأطفال المعرضين لمخاطر الإصابة بالمرض الى مستويات خطرة. إذ هناك الكثير من الأطفال الأكبر سناً ممن لم يستفيدوا من التطعيم ولم يُصابوا بالعدوى. فهم يفتقرون بالتالي الى المناعة اللازمة ضد المرض.    
3-   الترصد: لقد تم وضع وتنفيذ الدلائل المعيارية لترصد الحصبة. وتشمل تلك الدلائل جمع عينات دموية من الحالات المشتبه فيها وفحصها في احد المختبرات المعتمدة من أجل تأكيد الإصابة بعدوى الحصبة أو استبعادها. ويتيح اكتشاف فاشيات الحصبة وتحريها على وجه السرعة معلومات هامة عن مدى تأثير البرنامج ويضمن تنفيذ أنشطة التصدي المناسبة.
4- تحسين التدبير السريري لحالات الحصبة: يشمل هذا الإجراء التغذية التكميلية بالفيتامين "ألف" وعلاج المضاعفات بالمضادات الحيوية المناسبة عند اللزوم.

توصيات المنظمات الانسانية لتحسين المناعة عالمياً:
 ينبغي، لتحقيق مرملا 2010 المتمثل في تخفيض معدلات وفيات الحصبة بنسبة 90% مقارنة بالمستويات المسجلة في عام 2000، التغلب على التحديات التالية: ينبغي للبلدان الكبرى التي لا تزال ترتفع فيها معدلات وفيات الحصبة مثل الهند وباكستان، تنفيذ الانشطة الرامية الى تخفيض معدلات الوفيات.
لا بد، للاستمرار في تحقيق المكاسب التي تحققت في البلدان السبعة والأربعين ذات الأولوية، وفي بلدان الإقليم الأفريقي بوجه خاص، بذل المزيد من الجهود من أجل ضمان تطعيم أكثر من 90% من الرضع ضد الحصبة قبل بلوغهم السنة الأولى من العمر.
يجب توسيع نطاق الأنشطة الخاصة بترصد فاشيات الحصبة المشتبه فيها ميدانياً وتأكيدها مختبرياً ليشمل جميع البلدان ذات الأولوية وذلك للتمكن من رصد تلك الفاشيات بصورة فعالة.


Comments

Popular posts from this blog

قصة الثعلب والعنب

قصة الثعلب والجوع

قصة الكلب والذئب

الخطوات الستة للحصول القوة في العمل

قصة الثعلب الذي فقد ذيله

قصة تدليل الطفل

قصة الضفدع والأسد

قصة تقطيع راس السمكة